يعتبر البرنامج التوجيهي الشامل للعمالة المتنقلة للعمل بين دول حوار ابوظبي أداة للحماية والتمكين. يعود التعاون في حوار أبوظبي بشأن برامج المعلومات الشاملة والتوجيه إلى عام 2014، وذلك بناء على اقتراح تقدمت به حكومة الفلبين خلال فترة رئاستها للحوار. يتمثل هدف التعاون في حوار أبوظبي في ضمان وعي العمال المهاجرين المؤقتين بحقوقهم ومسؤولياتهم واستعدادهم نفسياً وعاطفياً للتغيرات التي سيواجهونها بدءاً من مرحلة ما قبل التوظيف، مروراً بالمرحلة التي تسبق مغادرتهم لبلدهم وانتهاءً بوصولهم إلى البلد المستقبل. فكلما زاد استعداد العمال زاد احتمال تمتعهم بصحة جيدة وارتفعت إنتاجيتهم بما يعود بالنفع على كل من العامل وجهة العمل.
يتطلب تنفيذ برامج التوجيه و التوعية الشاملة الفعالة مستويات عالية من التعاون والتخطيط. حيث لا يقتصر الأمر على الحاجة إلى وضع إجراءات لإدارة مراحل ما قبل التوظيف وما قبل السفر وما بعد الوصول والعودة وإعادة الاندماج، بل يجب إشراك أعداد كبيرة من الأطراف المعنيين. على سبيل المثال، توجد في سريلانكا وحدها 800 وكالة توظيف مرخصة، لكل منها وكلاء فرعيون قد يصل عددهم إلى 80 وكيلاً، أي أنه لكي يكون التدريب في مرحلة ما قبل التوظيف مفيداً، يجب أن يشمل عدداً كبيراً من المؤسسات على المستوى المحلي . وتتضمن أفضل الممارسات بالنسبة للبلدان التي تشجع برامج التوجيه و التوعية الشاملة ما يلي: توفير أساس قانوني وإداري واضح، مراعاة السياق الثقافي لكل ممر من ممرات الهجرة ، وتعديل محتوى التدريب بما يتناسب مع مستوى مهارة العامل والقطاع الذي سيعمل فيه. لدى الكثير من البلدان المرسلة في حوار أبوظبي برامج توجيهية شاملةلمراحل ما قبل التوظيف وما قبل السفر وما بعد الوصول، بما في ذلك بعض المراكز التي تعمل بالتعاون مع السفارات في البلدان المستقبلة . فضلا عن التكنولوجيا الحديثة والتي تساهم بشكل كبير في توسيع فرص وصول برامج المعلومات الشاملة والتوجيه الى العمال المستهدفين من خلال الأجهزة المحمولة والمواقع الإلكترونية. ولكن الاختبار الحاسم لمدى نجاح هذا البرامج يكمن في ان تنجح هذه المعلومات في رفع مستوى وعي العامل ومعرفته. يهدف التعاون بين البلدان عبر حوار أبوظبي إلى وضع برامج خاصة تساعد في التغلب على هذا التحدي من خلال تقديم برامج تدريب متخصصة تزيد من صلة التدريب والتوجيه المقدم صلة بالمصاعب التي يرجح أن يواجهها العمال في بلد معين.
تنطلق مبادرة التعاون الحالية لوضع برامج تدريبة وتوجيه شاملة على النتائج التي سبق و أن تحققت خلال تنفيذ المرحلة الاولى من البرنامج تحت مظلة حوار أبوظبي وبدعم من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون، والتي شملت حصر برامج التدريب و التوعية الوطنية الموجودة في الدول الاعضاء ووضع دليل تدريب إقليمي لمرحلة ما قبل السفر فيالدول الاسيوية المرسلة للعمالة . وقد قُدِّم إلى اجتماع كبار المسؤولين في مايو 2016 إطار عمل إقليمي لمرحلة ما بعد الوصول وضعته السكرتارية الدائمة. وتنطلق المرحلة الثانية من هذه المرتكزات عبر تعاون ثنائي بين الدول وتطوير نماذج تفصيلية. فهناك تعاون ثنائي بين المملكة العربية السعودية وبنغلاديش، وبين الإمارات العربية المتحدة وسريلانكا، وبين الإمارات العربية المتحدة والفلبين.
تهدف المرحلة الثانية إلى تنفيذ وتفعيل نظام إدارة مشترك للخدمات المقدمة إلى العمال الأجانب في مراحل ما قبل التوظيف وما قبل السفر وما بعد الوصول. وتقدم منظمة الهجرة الدولية المساعدة الفنية في وضع نموذج الحوكمة وتخصيص المواد التدريبية وفقاً للظروف المحددة في كل دولة من الدول الأعضاء في حوار أبوظبي. وسيتم خلال المرحلة الثانية الحالية وضع ثلاثة أدلة إقليمية تغطي دول التعاون الثنائي وتشكل أساساً لوضع أدلة مخصصة وتنظيم دورات تدريبية مشتركة لتدريب المدربين تشارك فيها البلدان المرسلة والبلدان المستقبلة لضمان امتلاكها القدرات المؤسسية الضرورية لتنفيذ الدورات اللازمة.
ويركز البرنامج على قطاعات رئيسية محددة تعمل فيها نسبة كبيرة من العمال من البلدان المرسلة. فالتعاون الثنائي بين المملكة العربية السعودية وبنغلاديش يركز على السائقين، والتعاون الثنائي بين الإمارات العربية المتحدة والفلبين يركز على العمالة المنزلية وقطاع المستشفيات، والتعاون الثنائي بين الإمارات العربية المتحدة وسريلانكا يركز على قطاع الضيافة. وتتولى الوزارات المعنية من الدول المشاركة في حوار أبوظبي إدارة البرنامج بالتعاون مع الوكالات الوطنية ذات الصلة.